lundi 28 mars 2016
هل أعجبك الموضوع ؟

قصة عن الأمانة



قصة عن الأمانة كان ياما كان في قديم الزمان تاجر عرف بأمانته؛ فقد كان متقيا لله في جميع تحركاته، ويضع الخوف من عذاب الله وعقابه صوب عينيه.
في إحدى الرحلات التجارية التي كان يقوم بها هذا التاجر الأمين، أخذ يفكر في الاستقرار داخل بلدته ليرتاح من عناء السفر ومشقته، فصحته بدأت بالتدهور والتراجع إلى الخلف نتيجة كبر سنه، فآن له أن يرتاح من عناء السفر بعد أن قام بجمع مبلغ يعيش به مسرورا. ذهب التاجر إلى رجل يود بيع بيته، فهو يبحث عن بيت ليأوي به نفسه وعائلته، وليكون مناسبا لمكانته وثروته الطائلة، وقام بشرائه. دارت الأيام ومرت، والتاجر يعيش فرحا في داره الجديدة الجميلة، وفي يوم من الأيام خطرت على باله فكرة وهو ينظر إلى أحد جدران المنزل، فقال في نفسه: لو قمت بهدم هذا الحائط لحصلت على منزل اجمل، ومساحة أكبر وأوسع. وبالفعل، قام التاجر بمسك الفأس وأخذ يهدم الجدار ويزيله، لكنه فجأة رأى شيئا عجيبا! فقد عثر تحته على جرة مليئة بالمجوهرات والذهب.
 صاح التاجر: يا إلهي، كنز عظيم مدفون تحت الحائط! لا بد لي من أن أعيده إلى صاحبه، فهو له وأولى مني به، ليس لي حق في هذا الذهب أبدا، فإذا قمت بأخذه سيكون مالا حراما، والمال الحرام يضر ولا ينفع، ويذهب ولا يدوم.
حمل التاجر الأمين الجرة ذاهبا بها إلى الرجل الذي باعه منزله، وضعها بين يديه قائلا له أنه قد عثر عليها أثناء قيامه بهدم أحد الجدران، 
فقال الرجل: هذه ليست ملكا لي، بل إنها قد أصبحت ملكا لك أنت، فالمنزل منزلك الآن، وأنا قد بعتك الدار وما فيها.
رفض كلا الرجلين أن يأخذا الجرة، وقررا أن يذهبا إلى قاضي المدينة ليتحاكما،
 فقال لهما القاضي: ما رأيت في حياتي رجلين أمينين مثليكما، تتنازعان في رفض الكنز بدلا من النزاع في من يأخذه !!. سأل القاضي الرجلين إن كان لديهما أبناء، فأجاب التاجر الأمين بأن له بنتا واحدة، أما الرجل الآخر فقد قال أن لديه ولدا، فقال القاضي: فليتزوج ابنك بابنته، ويصرف هذا الذهب إليهما، فاستحسن الرجلان رأي القاضي ووجدا أن فيه صوابا، ووافقا على الزواج، وعاشا سعيدين مرتاحا الضمير والبال.

0 commentaires