jeudi 23 juin 2016
هل أعجبك الموضوع ؟
لا يوجد ساحر إلا ويطلب من المسحور لأجله اسم المسحور له واسم أمه، ولأن المثلية من أسس صناعة السحر، فلكي يكتمل عمل الساحر فهو يطلب معرفة هذه الأسماء، حيث يقوم بتوكيل شياطين من الجن يحملون نفس هذه الأسماء، فيسخرهم في خدمة السحر وتنفيذه، وبالمثل؛ فكما يقع العذاب على المسحور له، فكذلك يقع نفس العذاب على خادم السحر، على أساس اشتراكهما في نفس الاسم الشخصي، ونفس اسم الأم، فيقوم خادم السحر بإيقاع نفس العذاب الذي يتعرض له بالمسحور له.
ولأن الشياطين حياتهم قائمة على الزنا والفحشاء، فيعرفون بأسمائهم وأسماء وأمهاتهم فقط، أما اسم الأب فنكرة، لأنه لا يعرف بالتحديد الأب من بين ملايين الشياطين الذين عاشروا الأم، هذا بخلاف اننا تكلمنا أن مرحلة تغذية الجنين ومركبات العضوية تنشأ من المشيمة وتنبع من جسد الأم، لذلك فتوارث السحر من خلال دم المشيمة عنصر أساسي في السيطرة على المسحور له، لذلك فمعرفة اسم الأم ربط لمكونات دم المسحور له بدم أمه، وهذه هي علاقة الدم التي تمكن من السيطرة على جسم المسحور له.
لذلك فالمثلية في السحر تقتضي معرفة اسم المسحور له واسم أمه، أما اسم الأب فلا شغف لهم به، لأن النطفة انفصلت عن جسده واستقرت في رحم الأم، وهذا السبب من بين أسباب عديدة في تسلط الشياطين بالمس على النساء أكثر من الرجال، لذلك فعند سؤال الشيطان في لحظة الاستحواذ عن اسمه يجيب بنفس اسم المريض، وإذا سألته عن اسم الأب اختبارًا له تعجب من سؤالك في دهشة ظاهرة، فكيف تسأل شيطانًا عن اسم أبيه؟‍! وبهذا لو أقسم لك الشيطان أن اسمه كذا أو كذا بما يوافق اسم المريض فهو صادق، وبالتالي لو دعوت عليه جزاء كذبه، فدعاؤك مردو ولن يصيبه، لأنه دعاء باطل، وفي غير محله، وبذلك يضلل المعالج ضحل الخبرة، والمتهافت على صغائر الأمور. وفي واقع الأمر إذا حاول أحد السحرة حبس خادم السحر ضلله توافق اسم الخادم مع اسم المريض، وبالتالي يتعسر تعطيل السحر ويستمر قائمًا بدوره بلا توقف، وهذا يدلل على مدى خباثة السحرة ومكرهم، وأن السحر علم له أصوله وخباياه.
إن الأسماء والكلمات أو الحروف سواء المكتوبة أم المنطوقة لها دور أساسي يجب أن لا نغفل أهميته في صناعة السحر، خاصة اسم المسحور له أو المسحور لأجله والذي بدونه لا يتم السحر، وهنا يجب التنبه إلى أحد أهم شروط صناعة السحر والتمائم، فتصميم القلادة أو التميمة على هذا النحو المميز لها عن غيرها من الحلي يجعلها بمثابة عقد مبرم بين عدة أطراف لابد من تدوين أسمائهم بدقة تامة......

وهذا ما يظهر قيمة المنطوق والمكتوب عند السحرة، وما يحتويه من توسلات وتسجيلات لعموم وسائل تعظيم معبودهم إبليس عليه لعائن الله، لذلك تحاط نصوص السحر وطلسماته بالتكتم والسرية، لدرجة أن الكتابة لديهم حروفها مجرد رموز معجمة. (القاعدة الأولى لكافة أنواع تراتيل المياه، التي قال عنها الساحر (حري تب): لا تبوح بها لأي إنسان من العامة إنها إحدى أسرار بيت الحياة).
وبيت الحياة هو مؤسسة على قدر كبير من الأهمية في العديد من أوجه النشاط كما كان يتم فيه نسخ وحفظ الأصول السحرية.( )
لذلك فتناول أسماء أطراف العقد واسم الأم بوجه خاص يعد من أهم محتويات أمر التكليف، ويعد منتهى الدقة في صناعة السحر حتى يتعرف خادم السحر اسم من سيقوم بإيذائه على وجه التحديد. (ونجد أن ممارسة السحر ترتكز إلى أبعد مدى على استعمال الاسم، الذي تعتبر معرفته المطلب الأول في أية ممارسة تتم ضد شخص ما).( )
فلدى السحرة معتقد أن تكون الأم قد حملت من سفاح، وربما يكون من ينسب إليه الولد ليس له بأب، ومحتمل أن يكون أبوه شخص آخر، لذلك هم ينسبون الناس إلى أمهاتهم ضمانا للدقة، فاسم الأب عند السحرة لا يشكل أي أهمية تذكر، وحقيقة ذلك أن إبليس يعمل دائما من أجل تدنيس المرأة وامتهانها وتحقير شأنها كتوجه يضاد ما جاء به الدين من إكرامها ورفع شأنها.
والساحر لا يكتفي بتدوين اسم أم المسحور له بل ولابد أن يدون اسم المسحور لأجله واسم أمه، فمن شروط أمر التكليف أن المسحور لأجله لابد أن يقر أولا أنه ابن زنا، وذلك بأن يقذف أمه فيتشكك في نسبه لأبيه، ففي الشرع لا ينسب إلى الأم إلا ابن الزنا فقط لقوله صلى الله عليه وسلم: (الولد للفراش وللعاهر الحجر).( )



وعلى هذا فمن استجاب لهم فأعطاهم اسم أمه دون اسم أبيه يكون قد رمى امرأة محصنة بالزنا، لأنه تنكر لأبيه وقد أمرنا الله تعالى بأن ننسب إلى أبآئنا قال تعالى: (ادْعُوهُمْ لأبَآئِهِم هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ) [الأحزاب: 5]، وهذه ثانى جريمة يرتكبها المسحور لأجله بعد ذهابه إلى الساحر وقبوله ممارسة السحر، وبهذا قد اجتمعت عليه الموبقات المهلكات ليدخل في عذاب الآخرة. عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات).
كمال

0 commentaires